ماساة مهاجر عراقي ..من سوريا الي رومانيا في انتظار قبول لجوءه في السويد والمانيا من 13 عام وبلا نتيجة !
يروي اللاجئ العراقي علي البالغ من العمر 52 عاما قصة أغرب من الخيال عن حياته في مركز إيواء الطوارئ التابع للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والمعروف بـ ” ترانزيت كمب أوف تيمشوارا”.
يقول “علي ” … ” كنت لاجئا أنا وزوجتي في سوريا منذ عام 2005 ، وجاءت بي المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في 24.09.2012 – من سوريا الي رومانيا بمعسكر لجوء ( تميشوارا) بعد إعلامنا أنه سيتم نقلنا السويد او المانيا او إلى الولايات المتحدة الأمريكية .
ووعدونا أنّ هذا المخيم سيكون محطة ترانزيت لتعذر وصول الوفود الاممية المختصة بمقابلة طالبي اللجوء إلى سوريا، بسبب بداية الأحداث والعنف في سوريا في عام 2012، وقالوا لنا إننا سنبقى هنا لمدة لا تتجاوز ستة أشهر، وفي حال رفض طلبنا سيجري مخاطبة دول أخرى مثل الولايات المتحدة الامريكية .
وجئنا إلى هنا في رومانيا واحلامنا تتوجه نحو الوصول الي السويد او المانيا ، وتقدمت المفوضية بملف لجوءي الي دول اوربية، فرفض طلبي وطلب 5 عوائل آخرين باللجوء منها السويد و المانيا ، ثما تم التقديم للطلب إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتم الرفض ايضا ، واصبحنا معلقين في معسكر لجوء روماني.
اما العوائل الباقون الخمسة قضى بعضهم 3 سنوات كاملة وجرى قبولهم، وقبلت عائلة بعد 5 سنوات ، وبقي شخص اسمه سلوان 5 سنوات ثم قبلته ألمانيا، ما تبقى من اللاجئين الذين رفض طلبهم هو أنا وزوجتي وقد مضى علينا الآن 5 سنوات وشهرين”.
ولان المهاجر العراقي “علي} تم نقله هو واسرته من سوريا الي رومانيا كــ اجراء استثنائي لمعالجة طلب لجوءه هو وعوائل اخري ، فــ هذا يعني أنّ “علي” قد يواجه مراحل انتظار بلا نهاية حتى تتوضح قضيته وتقبله دوله اوروبية وهذا ما يفاقم الوضع ويزيد صعوبته.
وفي هذا السياق قال :
ولولا بعض الأصدقاء والمعارف ، كان يمكن أن نكون شحاذين، فبعض الأصدقاء العراقيين رفقاء رحلة لجوءي من العراق لسوريا من الذين حصلوا علي موافقة لجوء الي المانيا والسويد بعضهم مازال يرسلوا لي المساعدة..
الماساة الاكبر ان المرض وصل لعائلة “علي”
وتفاقم الأمر على “عليّ” وزوجته، حين أصيبت الأخيرة بسرطان الثدي وفي هذا يقول: “أجريت لها عمليتان جراحيتان، عاشت بشكل مأساوي مع عموم سكان مركز الإيواء، فلا يوجد مكان نظيف، ولا خصوصية ولا مكان للنقاهة من العلميات.
الأصعب في الموضوع أنها بقيت معزولة في قاعات النساء، وبقيت أنا بعيدا عنها في قاعات الرجال، وقد أدى بي هذا إلى نوبة جنون، فهددتهم بالغضب والعواقب الوخيمة، ما أدى بهم إلى تخصيص قاعة لي ولها فحسب لأتولى رعايتها والعناية بها”.
وفي معرض حديثه عن معاناته تساءل علي:” تخيل إنسانا بالغا وزوجته واطفاله يعيشان 5 أعوام كاملة بلا دخل، ولم يدخل جيبهما دولار واحد! المخيم لا يوفر لنا سوى الطعام، وتي شيرت واحد في الصيف، وجاكيت وحذاء حين يفد الشتاء”.
عرض للعمل تحت الإقامة الجبرية في المخيم!
وروى علي الزبيدي تجربته مع متعهد”مسئول” تجهيز أرزاق” طعام وشراب ” المخيم، وقد عرض أن يشغله طباخا معه، فنقل الرجل الطلب إلى السلطات الرومانية مبينا أنه مستعد لتشغيل علياً معه في المطبخ، مقابل راتب معقول، على أن يبقى في المخيم ولا يغادره، في محاولة لتأمين دخل من نوع ما له.
وحسب ما رواه الزبيدي فإنّ السلطات وبعد إلحاح قبلت العرض، لكنها اشترطت على المتعهد أن يوقع تعهدا بحماية عليٍّ والمحافظة عليه، ما أثار لديه مخاوف من المسؤولية، فتخلى عن عرضه.
وصف علي الزبيدي بمرارة المكان الذي يعيش فيه منذ خمس سنوات” سبع غرف مساحة كل منها 20 مترا، الحمامات مشتركة، الرجال معزولون عن النساء، المطابخ مشتركة. كل غرفة تأوي 12 شخصاً.
وأعيش الآن في غرفة مساحتها 20 مترا مع اطفالي و زوجتي المريضة ولديها اثار جانبية بعد عمليات استئصال الورم،و المحرومة من التدفئة بسبب عطلها.
ننام على أسرة، وملابسنا ما زالت في الحقائب، ان بيتي منذ خمسة أعوام هو حقيبة.
خروجي من المخيم مشروط، ولي الحق أنّ أغادره 3 مرات في الأسبوع، من الصباح حتى الليل، وعلي العودة قبل الساعة العاشرة ليلاً.
وإذا حاولت المبيت خارج المخيم ، مع صديق مثلا، فسيكون الوضع مأساويا ويعتبروني هاربا، ويبلغون الشرطة”.
وخلص علي بمرارة إلى أنه قد فقد الأمل ونسي طعم الحياة الطبيعية، وقد غزت الاكزيما والأمراض الجلدية بشرته، معتبرا أنّ المدة التي قضاها في سوريا كانت بمثابة حياة رائعة من حالهم الآن، بسبب قدرته على الحركة وشبه حريته في العمل آنذاك ومساعدة الاخرين ،