تغيير تواريخ الميلاد في ” البرشونمبر” يثير مخاوف آلاف المهاجرين الجدد ويسبب لهم مشكلة بالسفر
يعد الرقم الشخصي ” برشونمبر ” تذكرة أساسية لدخول المجتمع والنظام السويدي بمختلف قطاعاته الصحية المدرسية والخدماتية وغيرها، لكن السويد تعاني أزمة في الأرقام الشخصية بعد موجة اللجوء الكبيرة التي شهدتها السويد ، إذ تم نفاذ بعض الأرقام الشخصية بسبب الاستعمال الواسع لتواريخ ميلاد بعينها وهو ما جعل مصلحة الضرائب تمنح آلاف المهاجرين الجدد تواريخ ميلاد وهمية تكون بقدر الإمكان الأقرب على التواريخ المسجلة في وثائقهم من البلد الأم
اندياد فيدال من مصلحة الضرائب تشرح هذا الإجراء عند تنقل أشخاص للإقامة بالسويد وتكون تواريخ ميلادهم قد نفذت بالنسبة للأرقام الشخصية فيحصلون على تواريخ ميلاد جديدة قريبة على تواريخهم الأصلية.
محمد ميلا إسماعيل سوري قدم إلى السويد منذ ثلاث سنوات كان حصوله على الرقم الشخصي بمثابة دليل على ترسيخه في المجتمع السويدي لكنه أصبح يشكل مشكلة له الآن وهو مقبل على أول رحلة خارج السويد.
“أنا سوف أسافر بعد 15 يوم بتاريخين مختلفين على الجواز والإقامة وأنا خايف تظهرلي مشاكل بالطريق عندما أذهب وأرجع”
بمكتب مصلحة الضرائب باستوكهولم يقف محمد ميلا إسماعيل في طابور طويل لإنتظار دوره فهو يريد الحصول على مساعدة ما قبل رحلته خارج السويد لشرح وضعه في حالة تعرضه لمساءلة لدى شرطة الحدود بسبب اختلاف تاريخ ميلاده بين الوثائق السورية والوثائق السويدية.
“أنا مواليد 1/1 هذا المكتوب لدى سوريا بالجواز على الإقامة بدلوا الأرقام كتبوه إني مولود في 2/يناير”
ولا يعد محمد ميلا إسماعيل وحيداً في هذه المعضلة فبحسب الإحصائيات الأخيرة لمصلحة الضرائب وصل عدد الأشخاص الذين حصلوا على أرقام شخصية بتواريخ ميلاد مختلفة عن تواريخ ميلادهم الأصلية إلى 13000 شخص العدد تضاعف عدة مرات بعد أن كان يقدر بـ 2000 وهذا منذ حوالي 4 سنوات فقط.
اندياد فيدال من مصلحة الضرائب تقول إن التواريخ التي نفذت هي تواريخ الأول يناير والأول يوليو والسبب يعود إلى موجة الهجرة واللجوء الكبيرتين التي عرفتها السويد في السنوات الأخيرة من بلدان لا يعتبر نظام تقييد النفوس والتسجيل المدني للمواليد الجدد متطوراً فيها كما هو عليه الحال في السويد ويتعلق الأمر خاصة ببلدان كالعراق وسوريا لكن هناك بلدان أخرى أيضاً غالباً ما يتم تسجيل مواليدها بتواريخ محددة بعينها.
وقبل السفر خارج السويد تنصح اندياد فيدال من مصلحة الضرائب الأشخاص الذين حصلوا على تواريخ ميلاد جديدة غير تلك الموجودة في وثائق بلدانهم الأصلية تنصحهم باستصدار شهادة قيد النفوس باللغة الإنجليزية من مصلحة الضرائب لأن هذه الوثيقة تضم الرقم الشخصي المكون من تاريخ الميلاد الجديد وكذلك تاريخ الميلاد الأصلي حسب الوثائق الرسمية من البلد الأم.
النصيحة ذاتها يحصل عليها محمد ميلا إسماعيل بمكتب مصلحة الضرائب باستوكهولم حيث يتسلم شهادة قيد النفوس باللغة الإنجليزية لكن هذه الوثيقة لا تساعد في تبديد مخاوف محمد ميلا إسماعيل الذي ينوي السفر إلى بلد في الشرق الأوسط حيث ليس هناك معرفة لا بالنظام الرقمي الشخصي ولا بشهادة قيد النفوس.
“أنا خايف تظهرلي مشاكل من الرقمين المختلفين”
غغغغغغغغغغغغغ
ويعد نظام تسجيل قيد النفوس المعروف بالرقم الشخصي نظام سويدي بامتياز يعود تاريخ اعتماده إلى 1947 ويتم العمل به في صيغته الحالية منذ سنة 1967 حيث تم إدخال الرقم تدقيقي عاشر ليعرف النظام تغيرات طفيفة منذ ذلك التاريخ كإلغاء محافظة الميلاد سنة 1991 واختلاق تواريخ مواليد جديدة سنة 2009 بالنسبة للإرقام الشخصية التي تم نفاذها.